الممثلون في الفيلم المسيء للرسول لم يكونوا يعلموا بأنهم يمثلون فيلماً ضد الاسلام ونبيه

Cindy-Lee-Garcia

صُعق العالم  الإسلامي بمشاهدة مقاطع من فيلم تم إنتاجه عن حياة رسولنا وحبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام ، فيلم كله كذب وتزييف ، جُن جنوني عندما سمعت عنه فهو يمس حبيبنا محمد ويجرحنا في الصميم من يقول فيه كلمة واحدة فكيف بفيلم . شاهدتُ المقطع على اليوتيوب ولم أرى أشنع منه أبداً.

بعد البلبلة التي بدأت تظهر للعالم في مقدمتها مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنسون في بنغازي-ليبيا بعد إحراق السفارة الأمريكية هناك ، والمظاهرات الحاشدة في مصر أمام السفارة الامريكية ومطالبة السفيرة هناك بالرحيل . المنتج المعروف بإسم “ سام باسل “ وهو يهودي صرّح لصحيفة الوول ستريت قبيل إختفاءه عن الأنظار أن الفيلم الذي كلّف إنتاجه 5 ملايين دولار  _كما يزعم_ بتمويل مجموعة من 100 شخصية يهودية وبإستخدام 60 ممثل و 45 شخص كطاقم للإنتاج قال بأنه أنتج هذا الفيلم ليظهر “ الإسلام دين البغاضة” ،كما قال “ الإسلام سرطان” و ذكر أيضاً ان الفيلم ليس دينياً وإنما سياسياً . _(سام باسل ) ليس إسماً حقيقياً ، لا يوجد إسم كهذا في السجلات ، وليس لديه رخصة قيادة ولا بصمة أصبع لدى مجتمع هوليوود الافتراضي ، هذا الاسم لا يحمل أي إنتاج فني من قبل لدى هولييود .

المهم في الموضوع أن الممثلين في الفيلم لا يعرفون انهم مثلوا فيلماً مسيئاً للإسلام ولنبي الاسلام محمد ، بإدعائهم أنهم وقعوا على عقد لتمثيل فيلم يحكي عن حياة العرب قبل 2000 سنة في مصر القديمة ، إحدى الممثلات التي ظهرت في المقطع الذي على اليوتيوب تُدعى سيندي لي غارسيا والتي لعبت دور زوجة سيدنا أبو بكر الصدّيق تقول أنه تم تحريف جزء مما قالت – من ينتبه على المقطع يرى أنهم لا يظهرونها بينما نسمع إسم محمد ، تقول هذه الممثلة أن الفيلم كان يحمل عنوان “محاربي الصحراء” Desert Warriors، ولم يكن عندها أو عند الممثلين الآخرين أي فكرة او تلميح أن الفيلم مسيء للدين ،تقول أن الفيلم أصبح الآن “ Innoccent muslims” ،تقول أن محمد الآن لم يكن محمد في التصوير بل كان “الملك جورج” ، جارسيا تقول حرفياً “ ليس لي علاقة بأي شيء ولكنه شيء مؤسف أن يموت أشخاص بسبب عمل شاركت بإنتاجه” ، قالت معلقةً أيضاً على المنتج الغامض سام باسل أنه ليس يهودياً بل مصري،وعند حديثها معه هاتفياً سالته “لماذا فعلت هذا بنا ؟ فأجابها “ لم أعد أحتمل المسلمين الراديكاليين ،قولي للممثلين الآخرين أنها ليست غلطتهم “ ، قالت هذه الممثلة معقبة على رده “ أنا لست مرتاحة أنها ليست غلطتي وسأحاكمه بالتأكيد / حرفياً I’m going to sue his butt off” .

ما رأيت :

الفيلم يستحيل أن يكون بميزانية 5 مليون دولار ، أكذوبة واضحة ، تكذبها ردائة المقطع الذي تم تصويره فلا يمكن أن تكون دفعت فيه الملايين وهو على هذه الحالة ، أي متابع للأفلام يمكنه تأكيد هذا ، كذلك لا يوجد إسم للفيلم في قاعدة أفلام هولييود ، وبهذا تكون الاشاعة بأن الشعب الامريكي شاهد هذا الفيلم في تاريخ 11 سبتمبر أكذوبة أيضاً ، لم يتم عرضه في أي دار سينما أمريكية إلى الآن ، من يتابع الافلام على الانترنت يعلم أن الفيلم بعد يومين يمكن إيجاده على الشبكة العنكبوتية ولو بجودة CAM، كذلك نقطة مهمة ، الفيلم تم تغيير إسمه أكثر من مرة ، كان إسمه الاول Desert Warriors وذلك لخداع الناس والممثلين ، ثم أصبح Innoccent of ben laden ، وبالنهاية أصبح Innoccent muslims .

من هو منتج هذا الفيلم بالضبط ؟ ما قصته ؟ ولماذا هذا الفيلم وما الغاية منه ، لنفكر قليلاً !!!

طلاب داخل الجامعة ذئاب خارجها

199726_10151139373043917_1757002080_n

قصة من نوعٍ آخر نعيشها كطلاب في جامعة بيرزيت ولكن خارج أسوارها ، ليست بالقصة الحديثة فأغلب الطلاب عاشوها ولهذا يجب الحديث عنها والنقاش إن أمكن . من المعروف لأهل فلسطين أن بيرزيت وأبناءها هم النخبة كجامعة وكطلاب لذلك لن أتوجس خوفاً أن أصدح بما يخلج في فؤادي منذ فترة .

واجهنا كطلاب مشكلة في العام الفائت وهي شُح عدد المركبات العمومية على خط رام الله –الجامعة ، مما كان يؤدي لتأخير عدد كبير من الطلاب عن محاضراتهم في الفترة الصباحية ، وكذلك الأمر عند المغادرة إكتظاظ رهيبب عند البوابة . في الحقيقة لستُ أفضل من قد يتكلم في تلك الأيام لإني أسكن على الطريق فلم أختبر معاناة تلك الأيام في كل صباح ، ولكن ما دفعني للكتابة هنا هو ما رأيته اليوم وكنت أراه كلُ يوم عند مغادرة الحرم الجامعي ، تكتلات بشرية متفرقة “الشِلل” تنتظر الفورد الذي سيقلّهم إلى رام الله ، إستغربت في اللحظة الأولى من العدد الهائل الذي وجدته اليوم بعد الساعة الثانية بقليل ،في اللحظة الثانية تذكرت الحياة المريرة التي نكابدها والظروف العصيبة التي ستنطق الحجر إن إستمرت ، حشود من الطلاب تنتظر العودة إلى منازلهم تحت أشعة الشمس الحارقة ، المسؤول عن الموقف يخبر مجموعة من الطلاب عن الإضراب الذي سيستمر ما يزيد عن الساعة من وقتها ، وآخر يوزع المنشورات التي أظنها تتحدث عن إضراب السائقين إحتجاجاً على رفع أسعار البنزين ، سائقوا المركبات العمومية بدأو بالتوافد بشكل متقطع  وبعد معركة رمزية بين الحديد واللحم البشري إنتصر الحديد… ينحرفون إلى الحاشية الترابية ويطفئون المحركات . في اللحظة الأولى خطر ببالي أني لن أصل المنزل قريباً وفي اللحظة الثانية “ التي أحبها شخصياً” قلتُ في نفسي “ ربي يعينك يا شعبي ويصبرك “ .

رجعتُ إلى عائلتي الثانية “ الجامعة “ ، إنتظرتُ ما يزيد عن الساعة وخرجت في حدود الرابعة إلا عشر دقائق ، المشهد ذاته مع إنتهاء الإضراب … تترادف فيه المركبات العمومية تباعاً لتنقل الطلاب الذين تجمهروا للولوج في أي مركبة ذات لون برتقالي ، ذهبتُ تحت الشجرة التي بجانب الباب لأستظل “علماً أنني أستطيع المزاحمة والركوب قبل “الشِلل” ولكنهم قبلي جائوا فيستحقون الركوب قبلي ، ما لفت نظري أنه يوجد ساحة فسيحة مقابل الباب والسيارات تأتي بكثرة ( لا يقل عن 7 سيارات تباعاً ) وأغلب الطلاب نزحوا إلى بداية الإنحدار “النزلة” ليركبوا من هناك ، والمركبات العمومية دخلت في أزمة خانقة وأصبح المشهد حالة من الإستنفار الهمجي و “ إن لم تكن ذئباً مش راح تروح “ ، علماً أن السيارات تأتي فارغة وبكثرة ولكني رأيت معركة الحديد واللحم البشري تتجدد وهذه المرة إنتصر اللحم البشري الذي إستوطن الشارع بطوله وعرضه ، ذئاب تترصد فريسة برتقالية اللون Smile لمن شاء منكم ان يضحك قليلاً ، لا فرق بين شاب وفتاة لا فرق بين سنفور وخنشور الكل يزاحم من أجل المقعد الذي سيحمله إلى البيت . أغلب الطلاب لم يكونوا طلاباً في تلك اللحظات المشمسة والمرهقة حيث تبدلت المعايير وتصدرها “الشاطر بشطارته “ إنعدم أي إحساس بالآخر ، كسائق الفورد الذي سيواجه مشكلة في الدوران بشارع ذو مسلك واحد في كل إتجاه فقط مكتظ بالمركبات التي تود الدوران في نفس اللحظة ، أنا متأكد لو حصل هناك حادث لا سمح الله لتعطل النقل كله لعشر دقائق ولو كنا نعيش في المدينة الفاضلة ، بغضون عشر دقائق انا متأكد ان نسبة الطلاب الذين ركبوا في فورد تزيد عن 60% ، لمن فكر للحظة “ إن لم اركب في هذا الفورد سأركب بالذي يليه “ والخير كان كثيراً صف من السيارات العمومية التي جاءت لأجلكم وفقط لأجلكم . صبرتم ما يزيد عن الساعة فما المشكلة بـعشر دقائق إضافية ونكون منظمين أكثر ومتحضرين أكثر ونقول لمجتمعنا أننا مميزون وإستثنائيون ونحن أنفسنا من نجعل من فلسطين بلداً أفضل من أوروبا بالنظام .لستُ حالماً وإنما أرى العبث الغير مبرر يسري في إخوتي مجرى الدم . لا تقولوا لي أن مشكلة الأزمة ليست بسبب الطلاب ، السيارات العمومية تكون مصطفة بشكل تسلسلي جميل جداً في غير أوقات الذروة ، تتم الأمور بسرعة كبيرة وبسلاسة أكبر ، نتسلل في الفورد وبالتأكيد لن نعاني بالخروج من ساحة الفوردات .

تحليلي الشخصي :

نتوقف عن كوننا طلاباً أولاً وفي جامعة بيرزيت ثانياً عندما نخرج من عتبة باب الجامعة ، هذا السلوك سلوك جمعي “ بشوف الناس بيعملوا هيك فليش لأ الشاطر بشطارته “ ، تغيب الأخلاقيات الفردية وتذوب في السلوك الجمعي المقبول الذي يدفع حتى من يرفضون هذا السلوك لممارسته . ظاهرة إنعدام النظام عند أدنى موقف حرج كحادثة الإضراب للسائقين تدفع الشخص للتصرف بشكل قطيعي قد يكون ضد أخلاقيات الشخص الفردية في الوضع الطبيعي . ربما فهم طبيعة المشكلة وتحليلها بشكل سليم من مختصي علم الاجتماع وعلم النفس قد يساهم في تغيير جذري بعد توعية الطلاب “كشريحة “ ومن ثم قد نتعلم النظام في شتى أمور الحياة .

الفينيق في داخلنا

phoenix-laith9000

طائر الفينيق (فينكس) او العنقاء أو الرُخ بتسميات  أخرى هو إحدى الأساطير التي ذكرها العرب ضمن المستحيلات الثلاث وهم: الغول ،العنقاء والخِل الوفيّ . هذا الطائر خيالي (أسطوري) من الميثولوجيا العربية القديمة التي تقول أن هذا الطائر الضخم طويل العُنق وهو فريد من نوعه ، يعيش لما يقارب الخمسمئة عام ومن ثم يحترق فتخرج من رماده يرقة تزحف إلى أقرب بقعة ظِل ويُعاد بعثه من جديد . الأساطير أغلبها غير موجود ولكنها كانت طريقة القدماء في تفسير الظواهر وفهم العالم من حولهم وأيضاً تخيل ما تهيج به عقولهم وأفئدتهم .

في داخل كل واحد منا يوجد هذا الطائر الأسطوري العظيم الذي يتحدى الطبيعة ونواميس الوجود ، يُبعث من جديد محملاً بخبراته السابقة قوياً أشد صلابة ،الفينيق الذي ينهض كل مرة ليتحدى من جديد ويفتك بما يعترض طريقه من عقبات . رمزياً هو بالداخل ، يتعلم مع كل معضلة يُبقي على صاحبه حياً فالموت لا يكون عضوياً في الكثير من المرات ، الموت يكون عندما تتكسر أجنحتنا التي نرفرف بها ، عندما نصاب إصابة قاتلة في قلوبنا فتُشج أفئدتنا وتتحطم فتتناثر قطعاً منها الصغير ومنها الكبير ، في تلك اللحظات الحرجة في حياة كل منا ينهض بنا الفينيق من جديداً متحدياً كل من يراقبنا وكل من تسبب في هذه الاصابة ، يزمجر بكل شراسة ، يصدح بأنه موجود متلذذاً بالحسرة التي يذوقها الآخر .

الفينيق وحش كاسر ، لن يطيع ضعيفاً ولن يستكين لمتردد، الفينيق لا يأتي طوعاً فمن يريده عليه بتحديه أولاً و سيكون الخادم المطيع والقلب النابض للقوي الجسور لا الركيك المدحور ، من يستطيع أن يكبح جماحاً وجبروتاً أسطوريين يستجق تابعاً مخلصاً ومخلّصاً ،حينها لن يكون هناك لا خوف ولا حزن ، لن يعيش إلا بسعادة وعندما يحين وقت التغيير تشتغل النار من جديد لولادة جديدة .

الفينيق موجود لمن يبحث عنه بداخله ، لمن يعرف نفسه جيداً ، عندما نحقق ذواتنا نكون أسطوريين ،ننهض من رمادنا فجوهرنا سرمديّ لا يخضع لنواميس الزمان والمكان ، فلا زمان يجعلنا نهرم ولا مكان يحتجزنا . الذي يجد الفينيق بداخله لا ينبغي له أن يقلق فسيخبر شيئاً إستثنائياً لمن حوله فطرياً له. هذا الإنسان لن يكون جامداً أبدا ، لن يخاف شيئاً فلا شيئ يقتله وبالتالي كل شيئ سيزيده قوة .