درس في الصداقة

a href=”https://laith9000.wordpress.com/wp-content/uploads/2009/11/128805630065421359.jpg”>128805630065421359

كنت قد كتبت هذه الكلمات في فترة سابقة وربما من يوم ليوم تتوسع نظرة الفرد وآفاق رؤيته لما حوله ولمن حوله كذلك … وربما وجب عليّ شخصياً القيام بعملية Refresh لما أؤمن به وحتى الصداقة التي أقدسها تقديساً رهيباً ، لا يجب أن نستغرب عندما يحوّل الشخص نمط تفكيره بشكل جذري ويغير أرائه بالعديد من القضايا ولكن الغرابة توجد عندما تتغير المُثل العليا للشخص .. وسأحاول التطرق إلى هذا الموضوع في تدوينة أخرى لاحقاً .. وأما الآن …

friendship
 

* تعريف الصداقة :

تعددت التعاريف ولكني أعتقد بهذا التعريق بالذات لانه شامل وكامل بنظري” هي علاقة حب طاهرة تجمع بين شخصين .. اساسها الثقة والمودة وهي متبادلة بين الاثنين برضاهما ..لا تذبل ولا تسكن ولا تفتر بل تستمر إلى الأبد !”

“كما ان المفهوم أكبر من أن نحصره بكلمات اللغة لأن الأحرف لا تعبر عن المشاعر تعبيراً صحيح ”

 

* متطلبات الصداقة ..

الثقة

التجاوب العاطفي

الأمانة

حفظ السر

الترابط

والاهتمام والحب والميول …

وأن يجد المرء من يتحدث اليه ويشاركه فيكون محل ثقة يجده متى أحتاج له

التكافؤ

والأهم في هذه العلاقة لكي تسمى صداقة ان تجد الشخص الذي يحبك وتحبه وينشأ بينكما تفاعل كيميائي إيجابي طاهرة..


 

* أنواع الصداقة :

1- صديق عادي : منزلته أعلى من المعارف .

2- صديق حميم: تشعر معه بالارتياح والاطمئنان عندما تفضي اليه بأعمق وأخص حياتك وأسرارك وربما يمكنك أن تعرض أفكارك الشخصية عليه وهو الشخص الذي ينصت اليك عن كثب عندما تذهب اليه انت فتجده منصتا لك فلا يجبرك على الحديث بما لا توده او بما لا تستطيع قوله…

3- أفضل “أعز ” صديق: نفس صفات الصديق الحميم ولكن ما يميزه انه الاهم والاغلى والأقرب والأفضل بمعنى انه مميز عن الاخرين ، وكما تشير الاحصائيات العالمية تقول ان متوسط الاصدقاء للفرد يتراوح ما بين 26 صديق عادي و6 أصدقاء حميميين و2 او 1 من اعز الاصدقاء .

 

مهم ان تتواجد الثقة بين الأصدقاء للانفتاح وعرض المشاكل والتفاصيل الشخصية وكتمان الاسرار وهذا ينبغي ان يكون متبادلاً بين الصديقين..لان الصداقة هي علاقة وجدانية تتم فيها مشاركة للمشاعر ..الحميمية في الصداقة

تحدث المشكلة في العلاقة الحميمية بين الاشخاص أن أحد الطرفين يكون غير مستعد لنقل العلاقة من مرحلة التعارف والصداقة السطحية .. إلى مرحلة أعمق وهي الصداقة الحميمية …ففشل أحد الاطراف يخل في توازن هذه العلاقة ..

وبهذا تكون العلاقة مع هذا الشخص مهددة بالانقطاع لان الفرد يفضل العلاقات مع شخص يستطيع الانفتاح معه عاطفياً.. ويشعرك بالراحة …

 

نظرتي للأمر :

الصداقة هي الوجه الآخر غير الظاهر للحب … ” ملطوشة من الست يارا ” ، كما أن الصداقة علاقة تستمر حتى وإن إنقطعت لا تنتهي من جراء خلافات وإن كبرت … فصديق الامس هو صديق اليوم هو صديث الغد وصديق ما بعد الغد أيضاً….ولكن الحب عندما يرحل لا يعود وهذا مثال ملموس فالأصدقاء يختلفون كثيراً ويتباعدون ولكن ما ليبثوا ان يرجعوا إلى الطريق الواحد الذي كانوا فيه ولكن الحب لا يعطي مجالاً لذلك – وجب الإشارة انني أتكلم عن علاقة الحب الرومانسية المعروفة بين شخصين- ولكن الصداقة تشمل الحب ، وربما الحب هو مستوى متطور عن الصداقة ولكني أعتقد ان مع تغيير نوع العلاقة من الصداقة إلى الحب تصبح هناك إلتزامات اوسع وتختفي العديد من الخصائص والصفات المهمة من علاقتهم كأصدقاء ببساطة لا يبقون أصدقاء بنفس الدرجة ، كما أريد القول أن من نحبه مرة ثم ننساه لا نحبه مرة اخرى .. ولكن الصداقة ليست كذلك هي كالشجرة تتجدد مع كل دورة للفصول تمر بمواسم صعبة تتساقط فيها اوراقها ولكن أساسها يكون صلب فتصمد أمام العواصف القوية وتتجدد لان الاساس موجود هذه هي الصداقة ، أعتقد ان الحب عندما يؤلم يكون كالسم يتجرعه الطرفان ويخرجان على خسارة ، خسارة لا يمكن تداركها أو تعويضها ولكن الصداقة أسمى من هذا بكثير . من الفروق التي يجب ان نتطرق لها بين الحب والصداقة هو “الزمن” هناك حكمة مهمة أقولها لمن يعاني من ازمة عاطفية ولكني عجزت عن تطبيق هذه الحكمة في مجال الصداقة شخصياً … تقول “إن الوقت يقتل الحب ، والحب يقتل الوقت “، بالنسبة لي شخصياً أضع دوائر تصغر كلما كانت عميقة ولا أسمح لاحد بدخولها بدون تصريح مسبق والأصغر يوجد فيها إنسان واحد فقط هو أدرى بنفسه … ولا أعتقد أنه سيدخلها غيره لو خرج منها أو لنقل ” لو أخرج نفسه منها ” .

 

الصديق الحقيقي:

يقول الناس ان الصداقة في عصر المصالح وتغيير نمط التفكير إلى الفردية أصبحت نادرة جداً وهناك من يشكك فيها كمبدأ لوجود صداقة ، اما الغالبية فتقر بالصداقة وتقّر بوجود الصديق وانا كذلك ولكن الأصدقاء الكثر اغلبهم Fake أي غير حقيقيين وأود هنا ا نشير إلى الصديق الحقيقي الذي يعتبر سلعة نادرة جداً وعندما نحصل على صديق كهذا ينبغي أن نمسك به “بإيديننا وإسناننا” ، وبنظري الصديق الحقيقي تعرفه لما تتعب .. لما تتعب تلاقيه موجود يطبطب علىك ويخفف عنك همومك بهذه الدنيا الغدّارة ، تلاقيه موجود لمصلحتك ولخوفه عليك من اللي حواليك.

الصديق الحقيقي يختلف عن الأب والأم والأخ والاخت أو حتى أي إنسان تعرفنا عليه ، والإنسان يحتاج إلى صديق مهما كان قوياً ويعتمد على نفسه ومهما كان قادراً أن يعيش بدون رفيق والصديق الحقيقي من يرفع صديقه إلى الأعلى وليس من يجذبه إلى الأسفل الصديق الحقيقي أقرب للإنسان من أخ هاو أهله لأنه مطلع على كافة جوانب صديقه ومشاكله وأسراره ونحن في هذه الأيام نحتاج إلى مصل هذا الإنسان في حياتنا وبشدة .

الصديق والصاحب:

كنت أعتقد ان الصاحب يعرفك أكثر و يلازمك أكثر وبالتالي يكون أقرب إليك من الصديق فظننت ان الصاحب تربطك به علاقة أعمق وكنت مخطئاً بل ومخطئاً تماماً ، الصديق وإن لم يكن موجوداً هو أقرب إلينا من الصاحب الذي تكون اهميته بوجوده معنا ولكن مع ذهابه يبدأ طيفه في عقولنا بالتلاشي ومع الوقت ننساه ونكمل حياتنا ، ولكني أعتقد ان الصديق الحقيقي لا يمكن لدقات الساعة المنتظمة مع الزمن أن تنسينا إياه .فالصاحب قد يكون زميلاً أو إبن جيران ولكنه ليس صديقاً تاتمنه على أسرارك

الصديق هو أصعب الألم :

هناك حكمة كـ دعاء يقول ” اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم

فـ جرح العدو معروف ومتوقع لهذا لا يؤثر فينا كثيراً ولكن المؤثر هو من لا نتوقع ان يجرحنا ، فجرح الصديق أقوى وأعمق ويصعب أن يندمل بسهولة …جرح الصديق خطير لان هذا الصديق يعرفنا وعندما يجرحنا يجرحنا في المنطقة الضعيفة منا والتي لا تكون فيها دفاعات كافية لصد أي هجوم من جانب صديق غير متوقع … مع هذا فإن الصديق الذي يجرح قادر على أن يداوي ومن الإحسان أن يسامح المرء صديقه على خطأ إرتكبه في حقه أو تقصير بدر منه ومن دون التسامح فيما بينهم لا تغدو الصداقة صداقة ولكن تكون أي شيء الا الصداقة !

 

أود الإشارة في ختام موضوعي ان الصداقة كلما توطدت أكثر وتعمقت أكثر أصبحت أجمل وأصبح من الغباء التخلي عنها لانها كنز لا يقدّر بثمن وأقول عن تجربة أن الصداقة هي كالصحة لا نعرف قيمتها إلا عندما نفقدها …. كما من الجدير الإشارة أنه ينبغي على الإنسان مهما وصل بعلاقته مع صديقه ان لا يذوب فيه ..فالذوبان في الصديق يؤدي للتبعية وفي مراحل متقدمة إلى الذل .. وما أصعب ان تحس بالذل أما صديق لا يعطي القيمة لا لدموعك ولا لأحاسيسك ومشاعرك تجاهه مع أنك تقدره وتحترمه… حينها وجب عليك إقتلاع هذا الصديق من جذوره حتى وإن أدى ذلك إلى تدميرك نفسياً وعاطفياً… ولكن لا ينبغي للصداقة ان يكون فيها طرف قوي وطرف ضعيف.. اساسها هو التكافؤ بالدرجة الأولى …… وأعيدها جملة كثيراً .. الصديق الذي لا يغفر لصديقه أخطأه لا يستحق ان يكون صديقاً لأحد وليس لذاك الشخص فقط

أود أن أختم موضوعي بحِكم عن الصديق الحقيقي ….

 

الصديق الحقيقى هو الذى يظن بيك الظن الحسن و يلتمس لك العذر

الصديق الحقيقى هو الذى يكون معاك فى السراء و الضراء فى الفقر و الغنى

الصديق الحقيقى هو الذى يؤثرك على نفسه ويتمنى لك مايتمناه لنفسه

الصديق الحقيقى هو الذى ينصحك إذا رأى عيبك و يشجعك على العمل الصالح

الصديق الحقيقى هوالذى يحبك فى الله دون مصلحه

الصديق الحقيقى هو الذى يدعو لك بظهر الغيب

وكما قال الإمام الشافعى

” سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صـدوق صـادق الوعـد منصـفـا”

صورتي المفضلة التي تعبّر عن الصداقة الطاهرة هي:
hamster_friendship<

About .:.ليث شعبان آغا .:.

إنسان، إنسان ... حكمة شرقية تأسرني، فعلى الانسان أن يكون إنساناً أسعى أن أكون الإنسان الذي أريد، أعرّف نفسي على هذا الأساس الذي لا أراني بدونه شيئاً

Posted on 1 نوفمبر 2009, in خواطر and tagged , , , , . Bookmark the permalink. 6 تعليقات.

  1. موضوع جدا مؤثر وهادف عن الصداقة .. وأنا كنت طوال الوقت أبحث عن الصداقة .. فمعظم من عرفتهم كانوا أصحاب أما الأصدقاء بعد فترة من صداقتنا أي هزة تعصف بنا مباشرة تنتهي صداقتنا لأتفه شيء، فأيقنت أن هذه ليست صداقة حقيقية، وإنما كانت وقتية.

    ولكن ولله الحمد لم أيئس ابدا فقد وجدت أخيرا الصديق الذي يفهمني وأفهمه واتمكن من إئتمانه على أسراري وهو كذلك، فنعمة الصداقة لا تقدر بثمن.

    • أنا فرح لأجلك من كل قلبي أختي… أتمنى منكِ ان تمسكيه بيدك وأسنانك 🙂
      وتجنبي أن تتعرضي للحظة الفراق لانها ستكون مدمرة … إلا ان فكرت فيها من الآن وبدأت بعد العدة لمواجهة الأمر.. اتمنى ان لا يحصل.. لانها لحظة صعب وفقط كذلك … سعيد من أجلك مرة أخرى واتمنى ان يكون الموضوع حاوي لما هو مهم عن الأم بشكل عام …

      تحياتي لك

  2. في نظري كي تستمر الصداقة إلى الأبد لابد أن تخلو من الأنانية الزائد والغيرة لآنها من الأسباب التي تجعل الطرف الأخر ينفر من هذه الصداقة ولو بعد حين

    موضوع شامل ومميز
    بارك الله فيك

  3. الصداقه الحقيقيه رزق من الله فاذا كنت ترجو الصديق الحقيقي المخلص فعليك بالدعاء

    (جربت هدا الامر في حياتي وكان له مفعول السحر )

اترك رداً على laith9000 إلغاء الرد